إن الصدقة والزكاة من أسمى الأعمال الخيرية والإنسانية التي تصلح أحوال الفقراء والمحتاجين وتساعدهم للوصول لحياة كريمة، فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالزكاة وجعلها واجبة على كل مسلم وشجع على الصدقة وجعلها السبيل الأمثل للإقتراب من الله والفوز برضاه.
جدول المحتويات
لذلك نقدم لكم مقالنا اليوم لنتعرف معًا على الفئات التي تستحق ولا تستحق الزكاة والصدقة وصولًا إلى أحكام الصدقة والزكاة.
وهي الركن الثالث من أركان الإسلام ويقصد بها إنفاق المال وإخراجه للفقراء والمساكين من المسلمين وفق مجموعة معينة من الشروط. وفيها يُخرج المال لوجه الله وابتغاءً لمرضاته ويكون الهدف منها تحسين أحوال الفئات الفقيرة وتقديم الدعم لهم قدر المستطاع ولكن من قبل الأغنياء وميسوري الحال.
تعريف الزكاة في اللغة هي الزيادة والنماء واصطلاحًا يقصد بها إخراج مال مخصوص لمستحقيه.
الصدقة هي كل ما ينفق للغير من مال أو لباس أو طعام بنية خالصة لوجه الله ونيلًا لرضاه، وتكون الصدقة مقدمة من ممتلكات المتصدق وهو عمل نبيل إنساني يحسن من أحوال الفقراء وله الكثير من الأجر والثواب عند الله في الدنيا والآخرة.
تعريف الصدقة لغةً: مأخوذة من تصدّق صدقةً، جمعها صدقات ويقصد بالمتصدق المُعطي والصدقة هي ما يقدم للشخص الفقير نيلًا لرضا الله ومحبته.
تعتبر الصدقة سبيل المرء الأمثل لدفع البلاء ورد الشر، لذلك إليكم أهم شروط استحقاق الصدقة لتؤدى بالشكل الصحيح:
النية الصادقة الخالصة لوجه الله: ويقصد بها تقديم الصدقة بمحبة بحيث تكون نابعة من القلب بعيدًا عن العلن ومراعاة الإسرار فيها ليحصل المرء على أجر مضاعف، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "إنما الأعمال بالنيات".
إعطاء الصدقة من مال حلال: يجب تقديم الصدقة من المال الحلال الذي يحصل عليه المتصدق من كده وجهده وليس بطرق محرمة أو غير مشروعة.
الاحترام عند تقديم الصدقة: يجب تقديم الصدقة بشكل مؤدب ولائق مليء بالتواضع والاحترام وعدم اللفظ بأي إهانة للمتلقي وعدم الاقتراب من كرامته.
إعطاء الصدقة بالسر وليس أمام الناس بقصد التباهي أو الافتخار، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "صدقةُ السرِّ تطفئُ غضبَ الربِّ".
تقديم الصدقة لمستحقيها أي الطبقات الفقيرة والمحتاجة وليس لميسوري الحال والأغنياء.
الصدقة ليست فرض أو واجب بل هي عمل إنساني مستحب عند الله سبحانه وتعالى ويشجع عليه الإسلام لما لها من ثواب وأجر كبير في الدنيا والآخرة. قال تعالى في كتابه العزيز: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:262).
هناك مجموعة من الشروط الواجب استيفاؤها لتصح الزكاة في الإسلام وهي:
الإسلام: لا تجوز الزكاة إلا على المسلمين فهي لا تجب من الكافر.
الحرية: لا يجوز تقديم زكاة من عبد لأنه لا أملاك لديه ولا مال ليقدّم.
الملك: يجب ألا يكون مال الزكاة ملكًا للمزكي بعيدًا عن أي دين.
التطور والنماء: يجب أن يكون مال المزكي قابلًا للنماء والزيادة.
الحول: يجب أن يكو قد مرة عام كامل على امتلاك المزكي للمال وهو شرط أساسي على مال الزكاة إلا الثمار والزرع فتجب عند الحصاد.
النصاب: يجب أن تبلغ النصاب وفق نوع مال الزكاة.
يجب أن يكون مال الزكاة فائض عن حاجة المسلم الأصلية.
لا تجب الزكاة على المال الذي عليه دين.
تعتبر الزكاة فريضة على كل مسلم راشد وعاقل إن بلغ ماله النصاب ومر عليه حول فهي واجبة على كل مسلم ميسور الحال ولها الكثير من الأجر والثواب باعتبارها تساعد على بناء حياة أكثر استقرارًا للفقراء والمحتاجين.
نقدم لكم فيما يلي الفئات التي تدفع لها الزكاة في الإسلام:
الفقراء والمساكين الذين لا يقدرون تأمين حاجاتهم اليومية.
الغارمون: وهم من أثقلتهم الديون نتيجة أزمات مرّوا بها، ويُقسّمون إلى نوعين: غارمون لإصلاح ذات البين، وغارمون لأسباب شخصية.
المجاهدين في سبيل الله: وهم من يجاهدون في سبيل الله لحماية الدين والدفاع عن أمة الإسلام ويستحقون الزكاة لتحسن أحوالهم.
أبناء السبيل وهم المسافرون الذين يحتاجون لدعم في غربتهم لتوفير احتياجاتهم الضرورية.
المؤلفة قلوبهم الذين تقدم لهم الزكاة لزيادة إيمانهم بالإسلام وجذبهم له.
العاملين على الزكاة وهم الموظفون العاملون على جمع الزكاة.
لا تدفع الزكاة للفئات التالية:
الأغنياء وميسوري الحال فهم قادرون على تأمين احتياجاتهم اليومية ولا يحتاجون لأي مساعدة.
ولا تدفع الزكاة على من توجب عليهم النفقة كالأولاد والزوجة والأب والأم والأجداد فالنفقة علبيهم واجب.
لا تدفع للعبد.
لا تدفع للشخص غير البالغ.
لا تدفع للكافر.
تدفع الصدقة للفئات التالية:
الفقراء وهم من أهم مستحقي الصدقة لأنهم يفتقرون لمقومات الحياة الأساسية وهنا الصدقة ستقلل من معاناتهم.
المساكين وهي فئة مشابهة لفئة الفقراء ولكن قد يملكون بعض المال وهو لا يكفيهم لتأمين احتياجاتهم والحصول على حياة أفضل.
المؤلفة قلوبهم: والذين تقدم لهم الصدقة لكسب حبهم وودهم سواء كانوا من المسلمين أو غير المسلمين.
الأيتام وهم من أولى مستحقي الصدقة لأنهم فقدوا الكثير من الحب والحنان ولا بد من دعمهم ماديًا ومعنويًا.
الغارمون: وهم الفئات المديونة التي عجزت عن سداد الدين.
المجاهدين في سبيل الله وهم من تطوعوا لحماية الدين والدفاع عن أمة الإسلام.
أبناء السبيل وهم المسافرون الذين يحتاجون صدقة ريثما يعودوا لديارهم.
المؤلفة قلوبهم الذين تقدم لهم الزكاة ليدخلوا الإسلام ويثبتوا على تعاليمه.
العاملين على الزكاة وهم الموظفون العاملون على جمع الزكاة.
الرقاب وهم المكاتبون المسلمين والأسرى من المسلمين؟
لا تدفع الصدقة للفئات التالية:
ميسوري الحال والأغنياء الذين يقدرون على توفير مستلزماتهم وحاجاتهم الأساسية وكسب رزقهم فهم قادرون على العمل.
ولا تدفع لمن لديه معيل يعينه في الحياة.
الزكاة هي عمل خير واجب على كل مسلم وفق شروط معينة كالنصاب وإكمال الحول وتعطى لفئات محددة، بينما الصدقة فهي ليست واجبة وتكون تطوعية وتقدم لأي محتاج.
تختلف الصدقة عن الزكاة وتعتبر عملًا واجبًا على المسلمين الذين بلغ مالهم النصاب وأكمل الحول وتجوز لفئات معينة.
كلاهما يعودان بالخير والثواب والأجر الكبير على صاحبها وكلاهما مكفر للذنوب ومطهر للقلوب وبابًا واسعًا لدخول الجنة، فالصدقة عمل خيّر وإنساني لا إلزام فيه بينما الزكاة فهو عمل واجب ومفروض على كل مسلم ولا يجب بكل مال.
تعتبر الصدقة جزء من الزكاة بينما الزكاة ليست جزء من الصدقة، فالزكاة تعطى لفئات محددة وبشروط لا بد من استيفائها بينما الصدقة فتجوز لكل الفئات ولا شروط لها.