جعل الله سبحانه وتعالى الصدقة الجارية وسيلة دائمة لكسب الثواب والأجر باعتبارها منحة وعطية فريدة تجسد أسمى صور العطاء، والتي تستمر منافعها حتى بعد رحيل المتصدق فتبقى ثمارها موجودة لمدة طويلة. وبذلك تكون الصدقة الجارية بمثابة مفتاح السعادة الأفضل حتى يوم الحساب.
جدول المحتويات
لذلك قدمنا لكم اليوم في مقالنا سبب تسمية الصدقة الجارية بهذا الاسم مع أنواع الصدقة الجارية وصولًا إلى كيفية التبرع بصدقة بالاعتماد على جمعية الوفاة الخيرية الموثوقة.
سميت الصدقة الجارية بهذه التسمية للأسباب التالية:
الصدقة الجارية يستمر نفعها حتى بعد وفاة المتصدق.
الصدقة الجارية يبقى أجرها وثوابها مستمرًا باعتبارها أعمال إنسانية خيرية تقدم الفائدة للناس لفترات طويلة قد تستمر ليوم القيامة.
لإخراج الصدقة الجارية طرق عديدة وأنواع مختلفة جميعها تتصف بالاستمرارية من أبرزها ما يلي:
يعتبر حفر الآبار من أفضل الصدقات الجارية التي تعود على صاحبها بالأجر والثواب الكبير في الدنيا والآخرة لأن حفر الآبار سيسمح بتأمين المياه للمناطق الفقيرة التي تعاني من نقص الماء باعتبار أن الماء هو الحياة، ولا يمكن أن تنشأ حياة مستقرة كريمة بدون ماء. فمن قدم ماله في سبيل حفر بئر سيكون له أجرًا مضاعفًا ومنزلة كريمة عند الله.
إن بناء مسجد بهدف العبادة والتقرب من الله هي صدقة جارية لها أجر وثواب كبير، فهل هنالك أعظم من بناء بيت من بيوت الله ليقصدها المسلمون فيتوجهوا بقلوبهم للخالق العظيم والدليل على ذلك حديث عثمان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من بنى مسجداً – قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة“، رواه البخاري ومسلم.
إن التكفل بطالب العلم ليكمل دراسته هي صدقة جارية فهذه الصدقة ستعود بالأجر والثواب العظيم حتى بعد وفاة المتصدق. حيث تكون هذه الصدقة متكفلة بكل ما يحتاجه الطالب ليكمل مسيرته التعليمة والتي تعود بالانتفاع للجميع، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان اِنقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
تعد كفالة اليتيم من أفضل الصدقات الجارية التي لها ثواب عظيم وأجر مضاعف فهي تشمل تأمين الطعام والكساء وكل ما يحتاجه اليتامى يوميًا. فأثر هذه الصدقة ومنافعها تستمر ويحصل المتكفل على مكانة ومنزلة عالية في الجنة لأن اليتيم قد نال اهتمامًا كبيرًا في الإسلام وهذه الصدقة ستعوضه عن الكثير من الحرمان الذي عانى منه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفالة اليتيم: “وَأنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ كهاتين وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا”.
إن تقديم الطعام للفقراء والمساكين الذين لا يمكنهم تأمين قوت يومهم هي صدقة جارية وهي من الصدقات المميزة التي تتفوق بالأجر والثواب لأن في هذه الصدقة ما يلي:
تكفير للذنوب وزيادة الحسنات.
تمهيد الطريق للنجاة من أهوال يوم القيامة.
تفتح أبواب الجنة أمام المتصدق.
أتاح الله سبحانه وتعالى لعباده طلب الرحمة على المتوفين من خلال صدقة جارية للميت يكون لها أجر كبير فهي تخفف من السيئات للمتوفي في حال وجدت وتستبدلها بحسنات وأجر هذه الصدقة يصل للمتوفي. ففي هذا النوع من الصدقات مغفرة للمتوفي. فالصدقة عن الميت هي عمل خير يعتبر من الأعمال المستحبة التي ترفع المتوفى لدرجات أعلى في يوم القيامة.
إن الصدقة على الأقرباء هي صدقة جارية لها أجران:
أجر الصدقة في حال كان الأقارب فقراء لا يقدرون على تأمين قوت يومهم.
أجر صلة القربى، ولا سيما أن الصدقة للأقارب أولًا ثم للغريب.
في هذا النوع من الصدقة يتم التصدق بحسب قدرة المتصدق سواء كانت قليلة أو كثيرة، وهذا يتوقف على الوضع المادي والقدرة المالية الخاصة بمقدم الصدقة. فهذه الصدقة تزيد من بركة المال وتعود على فاعلها بالأجر والثواب الكبير والرزق الكثير قال الله تعالى: (مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَٰلَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِى كُلِّ سُنۢبُلَةٍۢ مِّاْئَةُ حَبَّةٍۢ ۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة 261).
إن التلفظ بكلمات طيبة نابعة عن أخلاق حسنة هي صدقة جارية فالكلام الحسن المفعم بالاحترام له الكثير من الثواب والاجر عند الله فهذه الصدقة تترك أثرًا طيبًا لدى الغير وتزيد من روابط المحبة والألفة بين الناس. فبالكلمة الطيبة نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، عن أبي هريرة يقول: الكلمة الطّيبة صدقة، فالتَّسبيحة صدقة، والتَّحميدة صدقة، والتَّهليلة صدقة، وكل كلمةٍ طيبةٍ صدقة
إليكم فيما يلي فضل الصدقة الجارية التي تعتبر من أفضل أنواع الصدقات وأكثرها أجرًا وثوابًا:
دوام الأجر والثواب عند الله حتى بعد وفاة المتصدق.
تكفر الذنوب وتمحو الخطايا والدليل على ذلك: «والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار»
تبعد فاعلها عن النار وتقربه من الجنة.
تطهر القلب وتبعث فيه الحب والنقاء والشفاء «إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم»
تبعد البلاء والمصائب وتدفع الشر.
يبارك الله بمال المتصدق ويزيده أضعافًا مضاعفة.
يمكنكم التبرع بصدقة جارية تعود بالأجر والثواب الكبير من خلال جمعية الوفاء الموثوقة التي أثبتت جدارتها في الأعمال الإنسانية لسنوات عديدة. فقد استطاعت أن تقدم الكثير من الصدقات للفقراء والمحتاجين والنازحين الذين يعانون لتأمين قوتهم اليومي.
والجدير بالذكر أن لجمعية الوفاء خبرة واسعة في التوزيع العادل للمحتاجين أينما كانوا باعتبارها جمعية خيرية فعّالة تكفلت بحملات أثمرت بنتائج مشرفة بوجود فريق عمل نشيط وخبير وخطط ممنهجة ومدروسة بعناية.
نعم تعتبر البطانية صدقة جارية في حال تم تقديمها لمن هم في حاجة لها.
هناك أبواب كثيرة للصدقة الجارية كحفر بئر أو بناء مسجد أو سقي الماء وتوزيع المصاحف وغيرها الكثير.
إن أجر وثواب الصدقة الجارية لا يتوقف بل أجرها مستمر حتى يوم القيامة.
للصدقة الجارية أعمال وأشكال مختلفة ولا تتوقف على أعمال محددة فجميعها تحمل أجرًا وثوابًا كبيرًا يقرب المتصدق من ربه ويعود عليه بالرزق الكثير ومنها حفر الآبار توزيع المياه ترميم المساجد أو بنائها أو توزيع المصاحف.