إن الزكاة والصدقة هما من أجمل العبادات التي تعوّد المرء على الإنفاق في سبيل الله فوزًا برضا الله ورحمته، فكلاهما أعمال إنسانية خيرية تتم وفق شروط محددة ولفئات مستحقة، فمن أراد دخول الجنة والفوز بمحبة الله عليه أن يجعل الزكاة والصدقة عبادة أساسية في حياته. لذلك شجع الإسلام على الصدقة وأمر بالزكاة إصلاحًا لأحوال الفقراء وتقويةً لروابط المحبة والالفة في المجتمع.
جدول المحتويات
لذلك إليكم مقالنا اليوم حول الزكاة والصدقة في القرآن والسنة النبوية، كما سنتعرف معًا على أحكام الزكاة والصدقة في الإسلام وكيفية إخراجهما بما يرضي الله.
تعتبر الزكاة والصدقة من أهم العبادات في الإسلام وكلاهما يشيران إلى العطاء والانفاق في سبيل الله، فالصدقة عمل إنساني يقرب المؤمن من ربه والزكاة أيضًا تعد من العبادات المفروضة على المسلمين لمساعدة الفقراء والمحتاجين ابتغاءً لمرضاة الله.
إن الزكاة في الإسلام هي عبادة واجبة ومفروضة على كل مسلم لديه القدرة، والدليل على ذلك قوله تعالي: "وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". (البقرة 110).
فهي عبادة مالية واجبة على كل مسلم بالغ عاقل تجاه أخيه المسلم. فأداء الزكاة هو عمل خيّر يعود بالخير والرزق والبركة على صاحب الزكاة. فمن أنفق زكاةً من ماله سينعم بما يلي:
زيادة بركة المال وسعة الرزق.
دفع البلاء والمصائب.
تطهر النفس من الشح والبخل وتستبدله بالعطاء والكرم.
تساعد في تحقيق التكافل الاجتماعي وتوقي أواصر المحبة والألفة.
الصدقة في الإسلام ليست واجبة بل هي تطوعية وتعتبر من الأعمال المستحبة التي شجع عليها الإسلام، قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (التوبة: 103).
فالصدقة تندرج تحت قائمة الأعمال الخيرية الإنسانية التي ترفع درجات المؤمن وتقربه من الله عز وجل. والجدير بالذكر أن المال الذي يتصدق منه المرء يزيد ويتضاعف، والدليل على ذلك الحديث القائل: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".
أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأداء الزكاة لمستحقيها وفق شروط عدة تستوجب النصاب والمال الحلال وقد أكد على وجوب الزكاة لكل مسلم عاقل لمساعدة الفقراء والمحتاجين وتأمين حياة كريمة لهم.
قال تعالى: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ) سورة البقرة (43
قال تعالى: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) سورة التوبة (11).
شجع الإسلام على أداء الزكاة مؤكدًا على أنها عبادة واجبة ومفروضة على المسلمين فهي سبب من أسباب دخول الجنة ودفع البلاء.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمسٌ من جاء بهنَّ مع إيمانٍ دخل الجنَّةَ، من حافظ على الصلواتِ الخمسِ؛ على وُضوئهنَّ وركوعِهنَّ وسجودِهن ومواقيتِهن، وصامَ رمضانَ، وحجَّ البيتَ إنِ استطاع إليه سبيلًا، وأعطى الزَّكاةَ طيِّبةً بها نفسُه).
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ) [رواه البخاري].
دعا الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين إلى الصدقة، وأكد في آياته على أهميتها وبأنها تقرب المسلم من ربه باعتبارها من أعظم العبادات التي تعوِّد المسلم على الكرم وتبعده عن الأنانية والبخل؛ فللصدقة ثمار تتلخص في تطهير النفس وتقوية الروابط الاجتماعية وتحسين أحوال الفقراء.
(إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). تحدد هذه الآية مصارف الصدقات، أي لمن تُعطى.
شجع الإسلام على الصدقة باعتبارها من أعظم القربات والعبادات التي لها أجر كبير وثواب عظيم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار” رواه الترمذي وابن ماجه.
أحبُّ الأعمالِ إلى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ على مُسلِمٍ” (رواه الطبراني).
إن إخراج الزكاة يتم وفق شروط محددة لا بد من استيفائها بينما الصدقة فلا تستوجب الشروط ذاتها باعتبارها تطوعية وعمل مستحب شجع عليه الإسلام، فالصدقة تجوز لكافة الفئات أما الزكاة فليست كذلك.
إن إخراج الزكاة يتم وفق الشروط الهامة التالية:
الإسلام: الزكاة لا تجب إلا على المسلمين.
يجب أن يكون المزكي حرًا.
يجب أن يبلغ مال الزكاة النصاب الشرعي.
يجب مرور عام هجري كامل على المال الذي بلغ النصاب ما عدا الثمار والزروع والتي تجب يوم الحصاد.
يجب أن تكون أموال الزكاة خالية من الديون.
يجب أن تزيد أموال الزكاة عن حاجة المسلم الأساسية.
والزكاة مفروضة على الفئات المستحقة التالية:
الفقراء والمساكين.
المؤلفة قلوبهم.
عابرو السبيل.
الغارمين.
العاملين على الزكاة.
طلاب العلم.
الخارجين في سبيل الله.
يتم إخراج الصدقة وفق آداب معينة ليحصل المرء على الفضل والثواب الكبير وهذه الآداب هي:
يجب إخراج الصدقة سرًا.
أن تكون خالية من المن أو الأذى.
النية الخالصة لوجه الله.
التزام الاحترام عند تقديم الصدقة.
إعطاء الصدقة لمن يستحقها.
إعطاء الصدقة من مال حلال.
للصدقة والزكاة فضل وأجر عظيم يعود على صاحبها باعتبارهما من العبادات التي تقرب المسلم من ربه، لذلك إليكم فضل الزكاة والصدقة:
الصدقة والزكاة تدفعان البلاء والمصائب وتستبدلها بالأمان والاستقرار.
الصدقة تمحو الخطايا وتكفر الذنوب والدليل على ذلك قول رسول الله: الصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار.
الزكاة تعوّد على العطاء والكرم وتطهر النفس من الشح والبخل.
الصدقة والزكاة تحققان التكافل الاجتماعي وتقوي روابط المحبة والألفة.
الصدقة والزكاة من أسباب دخول الجنة.
الصدقة والزكاة يقربان العبد من ربه ويرفعان مكانة المؤمن.
نستعرض وإياكم الأثر الإيجابي للزكاة والصدقة على الفرد والمجتمع:
تحقيق التكافل الاجتماعي.
التقليل من مظاهر الفقر.
تنمية المجتمع وتقوية الروابط الاجتماعية.
تطهر النفس من الحقد والغل.
تطهير النفس والشح والبخل.
تعوّد على العطاء والكرم والإنفاق في سبيل الله.
تكفر الذنوب وتمحو الخطايا.
تزيد من بركة المال وسعة الرزق.
الزكاة هي عبادة مفروضة أما الصدقة فهي عمل إنساني مستحب شجع عليه الإسلام.
نعم، إن أجر الزكاة كأجر الصدقة وخاصةً إذا قُدمت لمستحقيها.
تعتبر الصدقة جزء من الزكاة ولكن الزكاة ليست جزء من الصدقة، فكلاهما عبادات مالية تقرب المسلم من ربه وتمهد الطريق لدخول الحنة.